تابعونا على الفيسبوك يصلكم كل جديد

احصل يوميا على تحديتاث المدونة

برامج اعداد الموارد الرقمية

لقد أصبحت الموارد الرقمية وكذلك الدرو س التفاعلية تكتسي أهمية كبرى في تمرير الدروس بالنسبة للمتعلمين, بسبب جاذبيتها من خلال الألوان والمؤثرات الصوتية الخ من العناصر الفنية المشكلة لها, وهي بذلك تحقق الهدف من وراء العملية التعليمية التعلمية . وأمام هذا الدور الذي أصبحت تلعبه هذه الوسائل الرقمية تراجع وسيتراجع دور السبورة السوداء لأنها لم تعد تفي بالغرض تاركة المجال للسبورة التفاعلية التي تتخذ من الموارد الرقمية وسائلا لها.

عمل فني من الأزرار

لكي ننتج أعمالا فنية أو منتوجات تصلح لتزيين الفصول الدراسية أو المنازل لسنا دائما بحاجة لمواد غالية الثمن بقدر مانحن في حاجة الى المهارة التي تمكننا من صنع أشياء جميلة بأدوات بسيطة وقد تكون في بعض الأحيان مهملة . في هذا الفيديو سنرى كيف يمكن أن نبتكر أشكالا ومنتوجات فنية للتزيين فقط بالأزرار المختلفة الألوان فقط شاهد الفيديو وستعجبك الأشكال وحاول أن تبدعها بنفسك .

أهمية المسرح المدرسي

1- الطفل كائن مسرحي: عندما نذكر كلمة مسرح يتبادر إلى الذهن الفرحة والفرجة والمتعة والترفيه والترويح على النفس، كل هذا جائز، فالمسرح من الفنون الجميلة الممتعة التي بدأت مع حياة الإنسان المبكرة، حيث أصبح فيما بعد دافعا من دوافع المسرة والفرحة، وتعبيرا عن السعادة الغامرة...

مشروع المؤسسة: من عمق المفهوم إلى سبل الأجرأة

من الأكيد أن منطلق مفهوم مشروع المؤسسة له منطقه الفلسفي العميق، ما دام تحقيق كل طموح إنساني يستوجب إقامة مشروع يتأسس على معطيات و شروط متموقعة في الحاضر، ليستشرف بلوغ غايات و نتائج ممتدة في المستقبل. بهذا الفهم أضحينا نربط كلمة " مشروع " بنعوت؛ شخصي، فكري، سياسي، تربوي... و قد نؤطر مفهوم المشروع ضمن مفاهيم مستجدة ننعتها بالرحالة و المسافرة و الجوالة..و بهذا النعت تستقر في تمثلاتنا بعض معاني التشكيك و الاتهام الموجهة إليه، ما دام في اعتقادنا أن ذلك بعيد عن زخم التربوي

رشيد بن المختار يعطي انطلاق الحملة التحسيسية الخاصة بالتربية على النظافة العامة والشخصية

13 مارس 2015 – أعطى اليوم الجمعة وزير التربية الوطنية والتكوين المهني السيد رشيد بن المختار الانطلاقة الرسمية من مدرسة 6 نونبر بالرباط، للحملة التحسيسية الخاصة بالتربية على النظافة العامة والشخصية.

‏إظهار الرسائل ذات التسميات علوم التربية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات علوم التربية. إظهار كافة الرسائل

الخميس، مارس 12، 2015

التدريس الهادف

  بقلم ذ جمال موحد



لعل الحديث عن التدريس الهادف يقودنا حتما الى الحديث عن آليات وأساسيات هذا التدريس,حيث نجد من أهم ركائزه وأعمدته المدرس الناجح والذي يعتبر العمود الفقري لهذا التدريس ,ذلك أننا اذا أردنا تعليما ناجحا وناجعا فلزاما لابد أن يكون قائد العملية التعليمية متميزا وناجحا في عمله وأدائه,وليس بالضرورة أن يكون مثاليا لأن هناك بونا شاسعا بين النجاح والمثالية لا يتسع المقام لتوضيحه وهنا قد يتسائل القارئ هل يرتكز التدريس الهادف فقط على المدرس المؤهل والمتميز؟ وكي أوضح الأمر أقول بأن المدرس ليس مسؤولا وحده عن واقع التعليم ومحصلاته وجوده أورداءته,لكنه مع ذلك يظل الرافعة القوية لكل تعليم  حقيقي وجيد.
تأسيساعلى كل ما سبق ماهي مواصفات المدرس الناجح وهل واقعنا التعليمي يشجع على هكذا مدرس؟
قد لا تسعفني أفكاري وكلماتي من خلال هذه الأسطر في الإحاطة بكل ملامح ومواصفات المدرس الناجح لذا سأقتصر على بعضها على سبيل المثال لاالحصر ,حيث سأجملها كالتالي:
  1. أن يكون مقتنعا بمهنة التدريس , لأن هذا الإقتناع قمين بأن يدفعه دفعا الى تحسين وتجويد أدائه التربوي ومن تم تحقيق أهدافه النوعية مع جماعة الفصل.
  2. أن يكون ذا ضمير حي , ذلك أن الضمير اليقظ هو قوة وجدانية توجهسلوك المدرس وتصرفاته وتقوي دافعيته, فكلما كان هذا الصوت الداخلي حيا ومتيقظا كلما حث صاحبه على التحلي بروح المسؤولية والجدية.
  3. لابد لكل من يصبو الى النجاح في عملية التدريس أن يكون ملما بالمعارف التي لها علاقة بتخصصه أو يسعى لذلك ,هذا من جانب ومن جانب آخر أن يمتلك رصيدا لابأس به من علم التواصل خصوصا التواصل التربوي وعلم النفس التربوي وعلوم التربية بشتى فروعها ولن يتأتى له ذلك الا بالتكوين الذاتي الذي ينطلق من حاجته اليومية كمدرس الى تجديد معارفه ومهاراته والسعي الى إغنائها.
  4. أن يكون منفتحا على كل زملائه والعاملين  معه مشجعا ومشاركا ومتفاعلا مع محيط المؤسسةومنخرطا في كل المبادرات التي تساعده على الرقي بعمله بما ينعكس نفعا وفائدة على تلامذته.
  5. أن يمتلك بعض المهارات التي تمكنه من القيام ببعض الأنشطة الموازية لما لها من أهمية في تجويد العملية التعليمية.
اذا كانت هذه بعض ملامح المدرس الناجح الذي يعد أحد أهم المفاتيح الأساسية للتدريس الجيد ,فهل واقعنا التعليمي يشجع على انتاج مدرس يمكن أن نصفه بالمتميز؟ والجواب بكل اختصار وأسف سيكون بالنفي ,لأن واقع منظومتنا التربوية على وجه الخصوص لايشجع على صناعة هذا المدرس بدء من عملية انتقاءه حيث نسجل غيابا شبه تام للإختيار المبني على أسس وظوابط ومبادئ تجعل ممن يتم اختيارهم لأداء هذه المهنة مؤهلين حقيقة لأدائها بكل قناعة ونجاح ومسؤولية ,ومرورا بالتكوين الأساس الذي كان ولازال لايرقى الى المأمول منه .
وإذا التدريس صناعة فلابد لها من صانع  يتقنها وكلما تم اختيار الصانع بعناية سهل علينا صقل مواهبه ومن تم تمكينه من حرفية عالية في الأداء.كما أن من معيقات صناعة المدرس الناجح عدم اعتماد سياسة تكوين مستمر يهدف الى تجاوز كل نقص لدى المدرس بعد تخرجه من مراكز التكوين خصوصا في مجال علوم التربية وديداكتيك المواد المدرسة ومختلف الكفايات والمهارات ,هذا التكوين الذي يجب أن يتميز فعلا بطابع الإستمرارية وهنا نؤكد على ضرورةمأسسة التكوين المستمر للمدرسين بشتى الأسلاك التعليمية والتخصصات وخلق مراكز لهذا الغرض تفعل من خلالها برامج لتأهيل واعادة تأهيل وتكوين المدرس في شتى المجالات التي لها علاقة بعملية التدريس .اضافة الى كل ماسبقلامنالتاكيد على أن المدرس المتميز اضافة الى مؤهلاته التي يجب أن تكون عالية وتكوينه الذي ينبغي أن يكون متجددا وقناعته بعمله التي  لابد من توفرها وضميره المهني المتصف باليقظة الدائمة مع كل هذه  العناصر والعوامل  التييلايمكن مع غيابها أن نتحدث عن تدريس فعال لابد من توفير المناخ والشروط المناسبة من بنية تحتية لائقة ووسائل تعليمية متوفرة ومتنوعة وتشجيع وتحفيزأطر التدريس والذي من المفروض أن ينبني أساسا على الكفاءة المهنية وبشكل موضوعي .
وأخيرا أقول وفي اطار اللقاءات التشاورية التي نظمت في كافة ربوع المملكة مع جميع الفاعلين التربويين لابد أن يكون لإعادة الإعتبار لأطر المنظومة التربوية عموما وللمدرس على وجه الخصوص  حيزا مهما في ما سيصدر عن هذه المشاورات من توصيات.

السبت، أغسطس 02، 2014

السبت، يوليو 26، 2014

العنف المدرسي :الأسباب النتائج الحلول المقترحة

 العباس الوردي - التربية نت

تعد المدرسة وحدة من وحدات التكوين الأساسي التي تعتمد عليها الانسانية من أجل تلقين مجموعة من المدارك المعرفية والنظرية لفائدة النشأ اناثا وذكورا، لذلك عمدت مختلف بقاع المعمور الى الاهتمام بهذه المنظومة التكوينية بامتياز وذلك لما لها من فوائد مباشرة وغير مباشرة انطلقت من عصر الانسان القديم الى نظيره المعاصر أو العو لماتي ان صح التعبير .
تعتمد المؤسسات التكوينية في تحقيق أهدافها على مجموعة من الوسائل المادية واللوجستية التي تشكل الموارد البشرية نواتها الصلبة ،وبالتالي يمكننا القول بأن مسألة التلقين ترتبط بالتراكم المعرفي للأطر التربوية من جهة وكذا بقدرة المتلقي التفاعل مع المقررات المدرسية من جهة أخرى ، كل هذه الوسائل نجد بأنها وانطلاقا من الاحصائيات العالمية المرتبطة بمستويات التكوين قد ساهمت في التخفيف من وطأة افة الأمية بداخل المجتمعات الدولية والتي يعد المغرب من بينها.
لقد سعى المغرب ومنذ حصوله على الاستقلال، التأسيس لمنظومة تربوية تكوينية تتماشى ومتطلبات التنمية الاقتصادية الاجتماعية والثقافية لمغرب ما بعد الاستعمار ،الأمر الذي تكلل بتكوين أطر متعددة التخصصات قادرة على تثبيت معالم دولة الأصالة والحداثة، الا أن حصد هذه النتائج الإيجابية لا يخلو بدوره من مجموعة من المشاكل التي طفت على السطح في عصر النهضة الرقمية المرتبط بتحديات العولمة.

التنشيط البيداغوجي

تعريف :
التنشيط اضفاء الحيوية على جلسة تعلمية بهدف تنمية التواصل بين المتعلمين .و تنظيم مساهماتهم في بناء التعلم . حتى يتحقق التفاعل المنشود .
و التنشيط يتطلب الأخد في الاعتبار مجموعة من العمليات منها :
1- الاعداد القبلي و التخطيط المسبق :و يشمل التنظيم العناصر التالية :
-تنظيم الموضوع
-تقديم الموضوع
-تحديد الكفايات النوعية المستهدفة
2- الانجاز : و يتم من خلال
-تصميم الموضوع
-الاتفاق على طريقة العمل
- تنفيد العمل وفق الخطة المتفق عليها
-عرض النتائج و مناقشتها
-تدوين الخلاصات العامة

الاثنين، يوليو 21، 2014

جودة التدريس من كفاءة المدرس

بقلم ذ: جمال موحد

  لعل الحديث عن التدريس الهادف يقودنا حتما الى الحديث عن آليات وأساسيات هذا التدريس,حيث نجد من أهم ركائزه وأعمدته المدرس الناجح والذي يعتبر العمود الفقري لهذا التدريس ,ذلك أننا اذا أردنا تعليما ناجحا وناجعا فلزاما لابد أن يكون قائد العملية التعليمية متميزا وناجحا في عمله وأدائه,وليس بالضرورة أن يكون مثاليا لأن هناك بونا شاسعا بين النجاح والمثالية لا يتسع المقام لتوضيحه وهنا قد يتسائل القارئ هل يرتكز التدريس الهادف فقط على المدرس المؤهل والمتميز؟ وكي أوضح الأمر أقول بأن المدرس ليس مسؤولا وحده عن واقع التعليم ومحصلاته وجوده أورداءته,لكنه مع ذلك يظل الرافعة القوية لكل تعليم  حقيقي وجيد.
تأسيساعلى كل ما سبق ماهي مواصفات المدرس الناجح وهل واقعنا التعليمي يشجع على هكذا مدرس؟
قد لا تسعفني أفكاري وكلماتي من خلال هذه الأسطر في الإحاطة بكل ملامح ومواصفات المدرس الناجح لذا سأقتصر على بعضها على سبيل المثال لاالحصر ,حيث سأجملها كالتالي:
  1. أن يكون مقتنعا بمهنة التدريس , لأن هذا الإقتناع قمين بأن يدفعه دفعا الى تحسين وتجويد أدائه التربوي ومن تم تحقيق أهدافه النوعية مع جماعة الفصل.
  2. أن يكون ذا ضمير حي , ذلك أن الضمير اليقظ هو قوة وجدانية توجهسلوك المدرس وتصرفاته وتقوي دافعيته, فكلما كان هذا الصوت الداخلي حيا ومتيقظا كلما حث صاحبه على التحلي بروح المسؤولية والجدية.
  3. لابد لكل من يصبو الى النجاح في عملية التدريس أن يكون ملما بالمعارف التي لها علاقة بتخصصه أو يسعى لذلك ,هذا من جانب ومن جانب آخر أن يمتلك رصيدا لابأس به من علم التواصل خصوصا التواصل التربوي وعلم النفس التربوي وعلوم التربية بشتى فروعها ولن يتأتى له ذلك الا بالتكوين الذاتي الذي ينطلق من حاجته اليومية كمدرس الى تجديد معارفه ومهاراته والسعي الى إغنائها.
  4. أن يكون منفتحا على كل زملائه والعاملين  معه مشجعا ومشاركا ومتفاعلا مع محيط المؤسسةومنخرطا في كل المبادرات التي تساعده على الرقي بعمله بما ينعكس نفعا وفائدة على تلامذته.
  5. أن يمتلك بعض المهارات التي تمكنه من القيام ببعض الأنشطة الموازية لما لها من أهمية في تجويد العملية التعليمية.
اذا كانت هذه بعض ملامح المدرس الناجح الذي يعد أحد أهم المفاتيح الأساسية للتدريس الجيد ,فهل واقعنا التعليمي يشجع على انتاج مدرس يمكن أن نصفه بالمتميز؟ والجواب بكل اختصار وأسف سيكون بالنفي ,لأن واقع منظومتنا التربوية على وجه الخصوص لايشجع على صناعة هذا المدرس بدء من عملية انتقاءه حيث نسجل غيابا شبه تام للإختيار المبني على أسس وظوابط ومبادئ تجعل ممن يتم اختيارهم لأداء هذه المهنة مؤهلين حقيقة لأدائها بكل قناعة ونجاح ومسؤولية ,ومرورا بالتكوين الأساس الذي كان ولازال لايرقى الى المأمول منه .
وإذا التدريس صناعة فلابد لها من صانع  يتقنها وكلما تم اختيار الصانع بعناية سهل علينا صقل مواهبه ومن تم تمكينه من حرفية عالية في الأداء.كما أن من معيقات صناعة المدرس الناجح عدم اعتماد سياسة تكوين مستمر يهدف الى تجاوز كل نقص لدى المدرس بعد تخرجه من مراكز التكوين خصوصا في مجال علوم التربية وديداكتيك المواد المدرسة ومختلف الكفايات والمهارات ,هذا التكوين الذي يجب أن يتميز فعلا بطابع الإستمرارية وهنا نؤكد على ضرورةمأسسة التكوين المستمر للمدرسين بشتى الأسلاك التعليمية والتخصصات وخلق مراكز لهذا الغرض تفعل من خلالها برامج لتأهيل واعادة تأهيل وتكوين المدرس في شتى المجالات التي لها علاقة بعملية التدريس .اضافة الى كل ماسبقلامنالتاكيد على أن المدرس المتميز اضافة الى مؤهلاته التي يجب أن تكون عالية وتكوينه الذي ينبغي أن يكون متجددا وقناعته بعمله التي  لابد من توفرها وضميره المهني المتصف باليقظة الدائمة مع كل هذه  العناصر والعوامل  التييلايمكن مع غيابها أن نتحدث عن تدريس فعال لابد من توفير المناخ والشروط المناسبة من بنية تحتية لائقة ووسائل تعليمية متوفرة ومتنوعة وتشجيع وتحفيزأطر التدريس والذي من المفروض أن ينبني أساسا على الكفاءة المهنية وبشكل موضوعي .
وأخيرا أقول وفي اطار اللقاءات التشاورية التي نظمت في كافة ربوع المملكة مع جميع الفاعلين التربويين لابد أن يكون لإعادة الإعتبار لأطر المنظومة التربوية عموما وللمدرس على وجه الخصوص  حيزا مهما في ما سيصدر عن هذه المشاورات من توصيات.
نشرت في موقع:http://chaouiapress.net/

الخميس، مايو 09، 2013

المدرسة المغربية بين التلقين والتعلم الذاتي


يلاحظ المتتبع للشأن التربوي في بلادنا النزوع المتنامي نحو التأسيس لمذهبية بيداغوجية باتت يتتحكم في توجيه الاختيارات  الكبرى لمنظومتنا التربوية، غير أنّ البيداغوجيا عندما تصبح مذهبا في حد ذاتها، فإنها وبكل بساطة تلغي دور المدرّس، وهو منحى يصدر عن تصور يقوم على اعتبار البيداغوجيا هدفا وغاية في ذاتها وليست وسيلة للتعلم. ويذكرنا هذا بذلك الانبهار الذي أبداه الشكلانيون الرّوس، في ثمانينيات القرن الماضي، تجاه الأشكال الأدبية،
عوض الاهتمام بشعرية وبلاغة الأثر الأدبي.. وقد بلغ ببعضهم الأمر إلى حد وضع قوالب فارغة وقابلة لاحتضان أي محتوى أدبيّ، متناسين أنّ الإبداع ملـَكة تصقل بالدّربة والمراس، فكان الفشل نتيجة حتمية لهذه التجربة، التي لم تعمّر طويلا..
 ينسحب الأمر نفسه -مع بعض الاختلاف- على مُناصري المذهبية البيداغوجية، التي من المجحف أن نحمّل وزرها لخبير بعينه أو حتى لمجموعة خبراء، بل لا بد -من باب لإنصاف- من الاعتراف بأنّ الميثاق الوطني هو الذي ربط انطلاق إصلاح التربية والتكوين بجعل «المتعلم بوجه عام، والطفل على الأخصّ، في قلب الاهتمام والتفكير والفعل خلال العملية التربوية التكوينية»، ومن ثم وجب أن «يقف المربّون والمجتمع برمته تجاه متعلمينا عامة، والأطفال خاصة، موقف التفهم والإرشاد والمساعدة على التقوية التدريجية لسيروراتهم الفكرية والعملية».

الخميس، مايو 02، 2013

أثر ظاهرة الاحتراق النفسي على الممارسة الصفية للمدرس


توفيق التهامي، مكون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لكلميم السمارةقدم أحد الفاعلين التربويين شهادة في حق مدرس يشتغل بمدرسة ابتدائية عمومية، قام بزيارته خلال الموسم الدراسي الماضي فقال: "عندما أتيحت لي فرصة زيارة أحد الفصول الدراسية بمدرسة ابتدائية عمومية، انتابني إحساس غريب يتعذر علي إيجاد الكلمات أو العبارات الدقيقة لوصفه بأمانة ودقة. لكني أستطيع أن أنقل الحالة التي عشتها أو بالأحرى تشبيهها بحالة أحد أبطال أفلام الخيال العلمي التي تتناول قضية السفر عبر الزمن...
فبمجرد أن أخذت مقعدي داخل الفصل حتى خيل إلي أنني عدت إلى زمن مضى: منتصف السبعينات من القرن الماضي مع فارق بسيط هو أني في تلك المرحلة الماضية كنت تلميذا قاصرا مرهوبا، أما اللحظة فأجلس في الصف بصفتي راشدا مؤطرا. فمن حيث فضاء القسم فقد كان فضاء سبعينيا بامتياز، إذ يكاد لاشيء داخله يوحي بأنه ينتمي إلى الوقت الراهن، فالحجرة على صغر حجمها تبدو مكتظة بثلاثين تلميذا و تلميذة، تقابلهم سبورة خشبية سوداء أو شاحب لونها، تكثر بها ثقوب بيضاء وتعلو أطرافها مسامير صدئة، غبار يكاد يغطي كل حواشيها و جزء من المصطبة، الخزانة شيدت في الجدار، لفت انتباهي قفلها رغم بساطته أو رداءته، يبدو أنه يعود إلى زمن الأشغال اليدوية، زمن المعامل التربوية بالمدارس المغربية. أما الصور المعلقة وعلى قلة عددها فقد كستها طبقات من الأتربة وإفرازات البعوض. فلم يعد لها من وظيفة سوى أنها قد تحيل ناظرها الى زمن غابر. الطاولات تم التحايل عليها بأن عمل على إطلاء واجهتها بألوان مختلفة: أصفر، أخضر، أحمر، أزرق...
أما التلاميذ، فالقاسم المشترك الذي يبدو أنه يجمع بينهم هو الانضباط العام و السكينة العامة، على الرغم من أن ما يميز الطفل في هذه الفترة العمرية هو كثرة حركاته و فضوله وشغبه واعتداده بنفسه و قدراته. وأيضا براءة مقالبه، إلى درجة يمكن نعتهم بكائنات مروضة لا تنبس و لا تتحرك إلا بأمر من مدربها. أما المدرس فملامحه الشاحبة و صوته الأجش ونظراته الثاقبة، وحركات يديه المتعصبة، وخطواته المتعجرفة، كلها أمور ترعب الكبير قبل الصغير...
من حق الطفل الصغير أن لا يحب فصله الدراسي إذا كان على هذا الشكل و بهذا النوع من الأثاث و التدبير، لأنه يحس بالألم بصورة دائمة، ولا يشعر بالفرج أو الفرح و السرور و الحبور إلا عندما يؤذن له بمغادرة القسم، و لعل هذا ما يفسر سلوك التلميذ الـتالي.
عند دخول الصف: تثاقل في الخطوات، ارتفاع في دقات القلب، خوف و رهبة، شرود...و عند الخروج منه..ارتسامات سعيدة، صراخ فرح، خفة في الخطوات، تدافع ونشاط بين الأقران، مثل عصفور سجين بقفص انطلق حرا كالسهم.
إن بعض المتعلمين اليوم يعيشون ألما مستمرا، أو رعبا يكاد لا يفارقهم حتى في منامهم، و لا يستطيعون التعبير عنه لافتقادهم القدرة على فعل ذلك. ولاعتقادهم أن المدرسة بصفة عامة والقسم بصفة خاصة مكان لا للمرح أو الفرح فيه، بل هو فضاء للألم. وبالتالي فلما كان من طبيعة الإنسان النفور منه والانجذاب إلى اللذة أو ما يدخل السعادة و البهجة على القلوب، فإن الطفل لا يفوت أية فرصة قد تتاح له لمغادرة الفصل. فنتحدث بالتالي عن سوء التوافق المدرسي، عن الفشل الدراسي، عن الهدر المدرسي..."
إن ضعف اهتمام المدرس بحسن تدبير فضاء البيئة الصفية، وعدم إيلاء اهتمام مناسب لما هو متوفر داخل الصف من إمكانيات متاحة سواء بشرية أو مادية. والوقوف عند الاكتفاء بتعداد مظاهر نقائص العمل التربوي، وبذل الكثير من الوقت و الجهد في البحث عمن يتحمل المسؤولية الأدبية قبل القانونية في تردي العمل المدرسي بصفة عامة و الأداء المهني للمدرس بصفة خاصة دون المرور الى أفعال قابلة للتجريب أو التنفيذ كحلول للمشكلات الصفية المطروحة، والاقتناع بأن الأمر يعود أساسا إلى غياب الإرادة الحقيقية لدى جميع مكونات المجتمع أشخاصا ذاتيين ومؤسسات لتفعيل مخططات إصلاح التعليم المعلنة. إنما يبقى موقفا يستدعي طرح أكثر من سؤال:
ما الدافع الذي يجعل المدرس يشعر بحالة من الملل والضغط تجاه مهنته ؟
لماذا يضطر أحيانا إلى أن يكون عنيفا مع تلامذته ؟
لماذا لا يتقبل مرة أو مرات نقدا بناء لممارسته المهنية من طرف مسؤوليه ؟
لماذا نجده يكثر من الشكوى بمناسبة و بدونها ؟
لماذا يميل الى اللامبالاة والاهمال أكثر من ميله للابتكار والإبداع ؟
لماذا يختزل قيمة العمل الإنساني خدمة للمجتمع في ما يدر عليه من مبالغ مالية معدودة ؟
هذه جملة أسئلة لا نزعم أننا نقدر على الإجابة عنها بصورة دقيقة وافية، لكننا نذهب مع الرأي الذي يقول بأن الإجابة عنها لها صلة بظاهرة الاحتراق النفسي، التي يعرفها عدد من علماء النفس بكونها حالة نفسية يمر بها الإنسان كرد فعل للضغط النفسي الناتج عن العمل الذي يتصف بالشدة و التكرار. وقد أشار باحثون مثل ماسلاش و جاكبسون وفاروق السيد عثمان ، إلى أن مكونات الاحتراق النفسي يمكن أن نحصرها وفق العناصر التالية :
الاستنزاف الانفعالي: يتمثل في شدة توتر الفرد و إجهاده بسبب تعدد المسؤوليات و المهام المنوطة به، ويشير إلى استنفاذ طاقة الفرد الانفعالية.
ضعف الاهتمام بالبعد الإنساني: يصل الفرد إلى درجة من الصلابة في التعامل مع الزملاء و الشعور بالتباعد الانفعالي و السلوكي معهم. و يشير إلى فقدان الآنية في التعامل.
انخفاض الإنجاز الشخصي: يشير إلى الشعور بعدم الكفاءة وعدم الفعالية في التعامل مع المشكلات الخاصة بالعمل.
الاستنزاف البدني: يشير إلى ضعف الطاقة والشعور الدائم بالتعب والملل و ظهور العديد من أعراض الإجهاد البدني مثل الصداع المتكرر و قلة النوم و الدوخة والغثيان و تغير عادات الطعام، وقد يصل الأمر في النهاية إلى الإصابة بأمراض القلب.
أما من حيث أعراض الاحتراق النفسي، فنستطيع أن نجملها في ثلاثة أنواع وهي:
أعراض فيسيولوجية/بدنية.
أعراض نفسية اجتماعية.
أعراض سلوكية.
و قد استعرض اسكواب و ايوانكي قائمة بالعلامات والأعراض التحذيرية التي يمكنها أن تنبئ بظهور الاحتراق النفسي وتتضمن:
عدم البقاء في وضع الجلوس لفترة طويلة.
تغيير مفاجئ في طريقة الحديث.
زيادة مفاجئة في رصيد الأخطاء السلوكية.
زيادة مفاجئة في الوقت اللازم لإكمال المهام.
زيادة الميل الى قطع حديث الآخرين.
وعن خصائص الأفراد المحترقين نفسيا فقد بين –وسام بريك-"أن نتائج العديد من الدراسات أشارت إلى أن الأشخاص المحترقين نفسيا يميلون إلى إظهار إشارات الإجهاد الانفعالي عندما يدركون أنهم عاجزون عن العطاء على عكس ما كانوا يشعرون به في بداية عهدهم بالمهنة، ويقترن ذلك بتبلد المشاعر تجاه الآخرين والتي تتضح بما يتطور لديهم من اتجاهات سلبية وساخرة أحيانا متصلبة تجاه زملائهم. كما يتطور شعورهم بتدني القدرة على الإنجاز عندما يجدون أنفسهم غير فعالين في مساعدة عملائهم أو في القيام بمسؤوليات أخرى يوكلها إليهم عملهم " .
و من حيث الأسباب المؤدية الى ظاهرة الاحتراق النفسي لدى عينة من المشتغلين بمهنة التعليم فيصعب تحديدها بدقة أو حصرها، ذلك لأنها لا تنتج بشكل مستقل عن الخصائص الفطرية أو الشخصية للفرد ولا تكون نتاجا لطبيعة و ظروف بيئة العمل، وإنما هي تحدث نتيجة التفاعل الدائم بين خصائص الفرد الشخصية وخصائص مكونات بيئة العمل، وهذا التفاعل هو الذي يحدد سلوك و دوافع و اتجاهات المدرس نحو مهنته.
و عموما فالحديث عن ظاهرة الاحتراق النفسي يقتضي استحضار ثلاثة مستويات هي:
المستوى الفردي أو الشخصي.
المستوى الاجتماعي.
المستوى التنظيمي أو الاداري.
وعليه، فإن تقويم أداء المدرس داخل الصف من طرف الجهات المختصة، لا ينبغي أن يستند في حقيقته على الوصف الكمي للأخطاء المرتكبة أو السلوكات غير المقبولة تربويا واجتماعيا قصد تنفيذ الجزاء زجرا و ردعا. وإنما يجب تبني نظرة ذات بعد شمولي تناقش المواقف السلبية وفق مرجعية علمية موضوعية تبحث الدواعي والأسباب بغاية الإصلاح و المساعدة وتقديم الحلول الناجعة للمشكلات المطروحة بدل اعتماد منطق التشفي والانتقام. فالقتل لا يقضي على الذباب بل ينبغي تجفيف المستنقع كما يقول المثل.
الهوامش:
1فاروق السيد عثمان، القلق وإدارة الضغوط النفسية، دار الفكر العربي، القاهرة.
2 مجلة العلوم التربوية، معهد الدراسات التربوية، جامعة القاهرة، العدد 1 يناير 2003.
3 هشام ابراهيم النرش، دراسة مقارنة في النهك النفسي بين العمال و المعلمين، كلية التربية، جامعة عين شمس مصر.
 الأستاذ: توفيق التهامي
المصدر:  http://www.tarbawiyat.net

الأربعاء، مايو 01، 2013

العنف المدرسي الأسباب والمسببات : محمد البوشيخي

أمام تراجع منظومة القيم في الوسط التربوي بشكل عام والمدرسي بشكل خاص، برزت مجموعة من الظواهر السلبية، بل المشينة في مؤسساتنا التعليمية، وقد استفحلت في السنين الأخير، وأبرزها العنف سواء اللفظي أو النفسي أو الجسدي، فكل يوم نسمع حادثة عنف هنا وهناك إما بين تلميذ تلميذ أو تلميذ وأستاذ أو أستاذ وتلميذ أو أستاذ وأستاذ.
إن ظاهرة العنف في المؤسسات التعليمية أصبحت تؤرق القائمين على الشأن التربوي ليس في المغرب فحسب، بل في كل بلدان العالم، رغم الجهود المبذولة للحد من استفحالها.
فالعنف Violence مفهوم مشتق من الكلمة للاتينية Violare وتعني إحداث الأذي بالأشخاص أو الأشياء وتعنى في معجم "وبستر" استخدام القوة لإحداث الأذي بالغير، وفي لسان العرب تعنى اللوم والترويع، وفي العلوم الاجتماعية يعنى العنفإلحاق الأذى بالآخرين والسعي نحو تفتيت العلاقات الاجتماعية بين الأفراد( العنف ضد الزوجة – العنف ضد الزوج – العنفضد الأبناء – العنفبين أفراد الأسرة ككل – العنف ضد كبار السن – الإهمال – الإيذاء البدني والمعنوي - العنف الأخلاقي و العنف المدرسي..... )
يعرف العنف كذلك بأنه"سلوك عمدي موجه نحو هدف، سواء لفظي أو غير لفظي ويتضمن مواجهة الآخرين مادياً أو معنوياً ومصحوباً بتعبيرات تهديدية، وله أساس غريزي"، يمكن القول أن العنف تصرف عدواني يصدر من شخص ما، عبارة عن كلمات نابية، أو حركات استفزازية، أو اعتداء جسدي بالضرب إما باليد أو السلاح.
وما يهمنا في هذا المقال هو تسليط الضوء على أسباب العنف في الوسط التربوي بالمؤسسات التعليمية، والمساهمة في اقتراح حلول لعلاجه وفق مقاربة تربوية، تقتلع جذوره وتساهم في إعادة الاعتبار للمؤسسة التربوية وكل الفاعلين بها، في جو يسوده الاحترام، وتقننه قيم العلم والعلماء، وسنقتصر في هذا المقال على أسباب العنف المدرسي ولنا عدوة في مقال آخر لبسط سبل العلاج.
ولعل من بين الأسباب الرئيسية في تفشي ظاهرة العنف في المؤسسات التعليمية، هو فقدان الثقة في المدرسة، وانسداد الآفاق أمام المتعلم، حيث يعتبرها مجرد فضاء لتمضية الوقت، و الترويج للمخدرات أمام أبوابها، ومرتع للعلاقات المنحرفة، والاستهزاء بالمنظومة التربوية برمتها، لأنها في نظره  لا تفيده في مستقبله وتأهله لخوض غمار الحياة.
والسبب الثاني يرجع للمدرس ( ليس الكل طبعا) الذي أصبح همه هو الربح المادي، والتهافت على الساعات الإضافية، حيث يميز بين التلاميذ على أساس ربحي انتهازي، فالذي يدرس عنده في الساعات الإضافية يغدق عليه بالنقط والمعاملة الحسنة، أما الذي لا يستفيد من الساعات الإضافية فمصيره التهميش والإقصاء والمعاملة السيئة، والنقط المتدنية، إضافة إلى عدم قدرة بعض المدرسين على فرض النظام والانضباط في الفصل، إما بسبب ضعف شخصيتهم، أو قلة تجربتهم أو عدم تمكنهم من المادة المدرسة.
السبب الثالث يعود إلى تشويه صورة المدرس والمدرسة في بعض وسائل الإعلام، التي أصحبت لا تنقل إلا الوجه السلبي للمدرسة والتركيز على إبراز الجوانب السيئة والمظلمة، وتعزيز عنصر الكراهية للمدرسة والمدرس، وتغذية منابع العنف في ذهنية المتعلم، وتكريس الصورة السلبية النمطية للأوساط التربوية في أذهان المتعلمين.
السبب الرابع يعود للمناهج والمقررات الدراسية التي لا تركز على بناء القيم والأخلاق، بل تعتمد على  شحن ذهن المتعلم، فأمام كثرة المواد وتعددها، وعدم الاستقرار على بيداغوجية واضحة ومتطورة للتخفيف من معاناة المتعلم، وتشجيعه على الخلق والإبداع، تولد في نفسيته روح الإحباط وعدم مسايرة الدراسة، فيفكر في وسائل بديلة لإثبات ذاته، فيلجأ للعنف  كوسيلة للفت الانتباه.
السبب الخامس الاكتضاض في الفصول الدراسية، فأمام الاقبال المتزايد على المدرسة، بسبب رفع نسب النجاح في المستويات الإشهادية، ونزول العتبة إلى أدنى مستوياتها خاصة في الابتدائي والثانوي الإعدادي، يؤدي إلى انتقال مجموعة من المتعلمين إلى المستويات العليا دون مستوى، وعدم قدرتهم على المسايرة، وفي غياب البنيات التحتية الكافية، وقلة الموارد البشرية، يتم اللجوء إلى رفع عدد التلاميذ في الفصل حيث يصل عددهم في بعض المدن الكبرى إلى أكثر من خمسين ، فكيف يمكن للمدرس أن يشتغل في هذا الجو المشحون والمتوتر؟ وكيف يتسنى له فرض النظام والانضباط ؟ ويبقى همه الوحيد هو القيام بدور الشرطي، بدل التدريس والتفكير في الوسائل التي من شأنها امتصاص الشغب في الفصل والحد من  بعض الممارسات التي تغذي العنف.
السبب السادس غياب الأنشطة الموازية في المؤسسات التعليمية حيث يتم الاقتصار على الحصص الرسمية، ومسابقة الزمن لإنهاء المقررات بطريقة تثقل كاهل المتعلم، مما يؤدي إلى نفوره من المدرسة، ويتولد له إحساس بكره المدرس الذي يقوم بشحن ذهنه وإلزامه باجترار معلومات متهالكة، ليس فيها إبداع أو تشجيع أو تحفيز على التعلم، وخلق أجواء مساعدة على التخفيف من معاناته مع المقرر.

الاثنين، أبريل 29، 2013

العنف المدرسي أسباب وتجليات



بقلم ذ جمال موحد

لقد أصبح العنف داخل المدرسة عموما والمدرسة العمومية على وجه الخصوص ظاهرة تستدعي الدراسة أكثر من أي وقت مضى , ذلك أن العنف داخل الفضاء المدرسي أصبح أكثر حدة وأكثر تنوعا خصوصا في السنوات الأخيرة مما انعكس على المدرسة العمومية وعلى أدائها التربوي والتعليمي,وأصبحت له آثار واضحة على كل من الأساتذة والتلاميذ على حد سواء, كما امتدت آثاره الى المؤسسة التعليمية من حيث بنياتها التحتية.
فماهي أشكاله داخل مدارسنا العمومية ؟وماهي مختلف الأسباب والعوامل التي ساهمت في انتاجه أو في تغذيته؟وأخيرا هل من حلول للقضاء عليه أوللحد منه؟ هذه الأسئلة وغيرها هي ما سأحاول الإجابة عنها من خلال هذه الورقة.
إن أي متتبع لما يجري داخل المدرسة العمومية بجميع أسلاكها وخصوصا السلك الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي لايمكنه أن يغض الطرف عن مظاهر العنف المدرسي وتجلياته التي أصبحت أكثر وضوحا , وعندما نقول العنف المدرسي فنحن نقصد به مختلف أشكاله من عنف مادي (جسدي) وعنف رمزي أو معنوي (سب – شتم- قذف- اهانة...) كما أن هذا العنف قد يكون طرفاه تلميذين وقد يكون طرفاه التلميذ والأستاذ.وسأركز في الورقة المقتضبة على العنف الجسدي الصادر من التلاميذ نحو زملائهم ومنهم نحو الأساتذة ,حيث أصبحنا  نلاحظ وبشكل جلي خصوصا في السنوات الأخيرة أن الأستاذ أصبح ضحية للعنف الجسدي المتفاوت الخطورة الممارس من طرف التلميذ,وهنا نذكر الحالات العديدة المسجلة عبر مختلف مدن المملكة والتي تعرض خلالها بعض الأساتذة للإعتداء الجسدي الذي وصل الى حد محاولة القتل في بعض الأحيان.
وتجدر الإشارة الى أن هذه الظاهرة كانت الى وقت قريب ظاهرة حضرية  بامتياز غير أنه وللأسف الشديد انتقلت عدواها الى المناطق القروية التي سرعان ما تأثرت بما يحدث داخل المدن الكبرى حيث أصبحنا نرى ونسمع عن اعتداءات جسدية تقع على التلاميذ وعلى الأساتذة في المؤسسات التعليمية داخل المداشر   .
ومن نافلة القول التذكير بالإعتداء الذي تتعرض له البنيات التحتية أيضا داخل المؤسسات التعليمية من طرف التلاميذ كمستفيدين حاليين أو سابقين ,هذا الإعتداء الذي يتجلى في تخريب واتلاف أجهزتها وتشويه معالمها.
ومما تجب الإشارة اليه أيضا أن دراسة هذه الظاهرة لايمكن أن تكو ن ذات جدوى دون ربطها مع التغير الذي أصبح يعرفه المجتمع  عامة وفئة اليافعين على وجه الخصوص على مستوى القيم ,حيث كان لتخلي المؤسسة التعليمية عن دورها الأول والحقيقي ألا وهو دور التربية وزرع القيم الأثر البالغ في تنامي الظاهرة , ذلك أن خلق الجوالتربوي المفعم بقيم التسامح الحقيقي والتآخي وحب الآخر لهو الكفيل بجعل الفرد خصوصا التلميذ بمعزل عن التفكير في الإعتداء الجسدي على الأخر أكان أستاذا أوتلميذا وهنا ننبه بأن التربية على القيم كمدخل من مداخل المنهاج التعليمي بالمغرب لازالت لم تأخذ حقها الكافي من الأجرأة داخل في فصولنا الدراسية. وإذاكان للمؤسسة التعليمية نصيب في هذه المعضلة فإن  دور الأسرة ليس بأقل أهمية منها ذلك أن هذه الأخيرة تخلت اراديا عن بعض أدوارها وخصوصا رعاية المراهقين من الناحية التربوية والعمل بشكل تشاركي مع المؤسسات التعليمية  من أجل مواكبة سلوك أبنائها .
كما أن احساس التلميذ بنوع من الإغتراب داخل المؤسسة التعليمية في بعض الأحيان اما بسبب ظروفه الإجتماعية أوبسبب تدني مستواه التعليمي أو لسوء تواصل المؤسسة التعليمية معه من أساتذة وادارة, قد يكون كل هذا دافعا أساسيا لهذا التلميذ لممارسة العنف على الآخرين, ذلك أن هذا السلوك  في بعض الأحيان قد يكون للفت الإنتباه ولإبراز الذات.
لهذا وجب الوقوف على كل حالة عنف كان بطلها تلميذ ينتمي الى فضاء المؤسسة التعليمية  من أجل تشخيص حقيقي يقودنا الى تحديد الأسباب الحقيقية وبدقة من أجل الخروج بخلاصات نضع من خلالها حلولا جدرية للظاهرة .
وفي الأخير ومايمكننا التركيز عليه هو أن العنف المدرسي في شكله الذي تناولناه في مضمون هذه السطور قد اصبح ظاهرة لايمكن التغاضي عنها , كما لايمكنها أن تبقى مادة  للكتابة أو موضوعا للنقاش من خلال البرامج التلفزية والإذاعية ,وانما يجب أن تتخذ خطوات عملية على جميع المستويات , حيث تعتمد على مختلف الدراسات الإجتماعية والتربوية التي اهتمت بالظاهرة كمنطلق  لها.
 
www.chaouiapress.com