تابعونا على الفيسبوك يصلكم كل جديد

احصل يوميا على تحديتاث المدونة

الخميس، نوفمبر 11، 2010

قراءة في مشروع الأستاذ المرشد

بقلم ذ: جمال موحد


لقد بات واضحا أن مشروع الأستاذ المرشد والذي يستمد مشروعيته من المذكرة الوزارية رقم 155الصادرة بتاريخ10نونبر 2009في اطار المشروعE1P12 من البرنامج الإستعجالي    يراد اعتماده آلية من آليات التأطير التربوي ,ولاأدل على ذلك صدور مذكرات نيابية هذه السنة تفتتح المجال أمام الأساتذة الراغبين في الترشح لهذه المهمة، ولاشك أن لهذا المشروع عدة دواعي من أهمها ماجاء في المذكرة المرجع وهو الضعف العددي الحاصل في اطر التفتيش مما سيجعل مهمة التأطير التربوي من حيث التغطية العددية للمدرسين بجميع الأسلاك  تكاد تصبح مستحيلة خصوصا ونحن نعيش تطبيق العديد من المشاريع في اطار البرنامج الإستعجالي من أهمها المشروع البيداغوجي الجديد الذي يستدعي أطرا اضافية لمواكبته وتتبعه من جميع جوانبه. وتأسيسا على كل ما سبق فمن المهم الآن ان يناقش الموضوع وذلك بتحليله من كل جوانبه, مادام الهدف هو الوصول الى اهم الخلاصات الكفيلة بانضاج المشروع ووضعه في السكة الحقيقية . فعلى المستوى اللغوي فالمرشد بضم الميم وكسر الشين اسم فاعل مشتق من فعل أرشد الذي من بين معانيه اللغوية حسب المعجم الوسيط دل  على الشيء أو دل اليه وبالتالي فالمرشد هو الدال وبالتالي فجوهر مهمته هو تدليل الصعاب التي يمكن أن تعترض زملاءه في مايخص النشاط التعليمي عموما وبالتالي فدلالات الإرشاد التربوي من الناحية اللغوية تحيلنا على تقديم المساعدة والدعم والإرشاد,ومن هنا فلاشك أن مهمة الأستاذ المرشد في جميع الأسلاك ابتدائي وثانوي اعدادي وثانوي تأهيلي  تتلخص في التوجيه للعملية التعليمية أولا وأخيرا, وبذلك ستكون لها جوانبها الإيجابية التي لايمكن اغفالها أو تغافلها ,والتي بامكانها في حالة أخذها بعين الإعتبار أن تشكل قيمة مضافة في مجال التأطير التربوي وآلية من آلياته كما أريد لها من خلال المذكرة المنظمة .من هذا المنطلق فهذه المهمة من المفترض أن يكون اختيارالمكلف بها اعتبارا للكفايات والمؤهلات التي تميزه عن باقي زملائه والتي من أهمها المامه بمجال علوم التربية وعلم النفس التربوي على المستوى النظري, وبالجوانب العملية الديداكتيكية والبيداغوجية ,بالإضافة الى مواكبته للمستجدات التربوية ,وأيضا أن يكون قادرا على المساهمة في الـتأطير التربوي ومتمكنا من آليات  التواصل بشكل جيد مع الأفراد والجماعة وأن يكون واعيا بأدواره الحقيقية والتي جاءت في مضمون المذكرة المرجع ,وقبل كل هذه الكفايات التي لاغنى عنها لممارسة الإرشاد التربوي يجب أن يكون قدوة في عمله وأدائه التربوي ومتسما بالجدية والمثابرة  لأنه لامعنى أن يختار لمهمة مرشد من هو في حاجة ماسة الى ارشاد, لأن فاقد الشيء لايعطيه ,وهل يستوي الظل والعود أعوج ؟وبالجملة يجب اختيارووضع الشخص المناسب في المكان المناسب, والا فهذا المشروع سيفشل قبل ولادته ,هذا من جانب ومن جانب آخر يجب أن توفر للقائم بهذه المهمة الإمكانات المادية والمعنوية الازمة للقيام بدوره الحقيقي.  ومن أجل ضمان تفعيل ايجابي وناجح لهذا المشروع الإصلاحي هذه مجموعة من الإقتراحات التي يمكن أن تمثل تصحيحا للثغرات التي يمكن أن تعرقله في بدايته أوردها كالتالي:
-
اذا كانت الوزارة الوصية والمصالح المعنية بالأمر تود اعطاء هذه المهمة دورها الحقيقيي والذي يخدم العملية التعليمية التعلمية من عدة  جوانب ,فلابد من تقييم شامل للخطوات التي يمر منها المشروع بدءا بعملية الإنتقاءو وصولا الى تفعيل الدور على أرض الواقع ومن هنا يتوجب على الأجهزة الإدارية والتربوية التي لها علاقة بالموضوع أن تعتمد منهجية انتقاء واضحة المعايير  كما هو وارد في المذكرة 155,و لا تعتمد فقط على ملف الترشيح والملف الإداري للمرشح وانما يجب أن يضاف الى كل ذلك مقابلة شخصية مع المترشحين اذا لزم الأمرتعتمد مبدأ تكافئ الفرص حرصا على اخيار الأفضل .
-
لابد من توضيح كاف لكل الأدواروالمهام التي وردت في المذكرة 155 -و المترتبة على هذه المهمة بشكل لامجال فيه للتأويل -لمن سيصبحون أساتذة  مرشدين وبالتالي ترسم لهم حدود تحركهم ومجال اشتغالهم ومساهماتهم في مجال التأطير التربوي  حتى تتبين الأموروينجلي الغموض  ومن تم يسير ما نريده اصلاحا في طريقه الصحيح.

-من الازم توفروتوفير المناخ التربوي المناسب لممارسة هذه المهمة ,مع ضرورة اعتماد مبدأ التشجيع والتحفيز خصوصا لمن أثبتوا أهليتهم في هذا المجال, ومن المعروف أنه في غياب أي نوع من التحفيز- الذي تتعدد أنواعه- تضمر الرغبة ويغيب الإبداع والإبتكار.
-أن يتم التركيز في هذه المهمة على الجانب الإرشادي والتكويني وأن يتم ابعادها ما أمكن عن كل ماله علاقة بالمراقبة التربوية , كما يستحسن ألا يتجاوز عمل الأستاذ المرشد حدود المؤسسة التي ينتمي اليها.
-ضرورة تقييم التجربة سنويا من اجل الوقوف على  آدائها ونتائجها وهل تحققت الأهداف المتوخاة منها أم لا ,ومن تم رسم خارطة طريق أخرى متجاوزة كل التعثرات التي اعترضت المشروع.
وفي الأخير ,ومن الجدير بالذكر   القول بأن هذا المشروع الذي لازال في بدايته يمكن أن يكون مدخلا من مداخل اصلاح منظومتنا التربوية الى جانب مداخل أخرى لاتقل أهمية ,خصوصا على مستوى التأطير التربوي  وهذا رهين بمجموعة من الضمانات التي أشرنا اليها في ماسبق,وكلما توافرت هذه الضمانات و الشروط اضافة الى الإرادة الحقيقية في الدفع بهذه المهمة للعب دورها كاملا  الا وكان ذلك كفيلا بالمساهمة في تحقيق النجاح الذي تستحقه مدرستنا المغربية.
عن تربويات
http://www.tarbawiyat.net/