تابعونا على الفيسبوك يصلكم كل جديد

احصل يوميا على تحديتاث المدونة

الأربعاء، نوفمبر 03، 2010

الأنشطة التعاونية وضرورة التفعيل



بقلم ذ: جمال موحد

لقد غدى من الواجب والمهم  اليوم أن نذكر أنفسنا كتربويين وممارسين للعمل التعليمي بشكل مباشر أو غير مباشربأهمية الأنشطة التعاونية وانها لم تعد ترفا يمكن الإستغناء عنه,لما لها من انعكاسات إجابية على تنمية شخصية المتعلم في جميع جوانبها الوجدانية والمعرفية والحسحركية .كما أنها حسب ماجاء في التقرير التركيبي للمخطط الإستعجالي ستساهم في استرجاع المدرسة المغربية لدورها كفصاء تربوي يشجع على التفتح والتحصيل الذاتي للتلميذ أكثر من مجرد مكان للتعلم ،فضلا عن تأثيرها الإيجابي على المردودية التعليمية بشكل عام .غير أن واقع الحال الذي تعيشه منظومتنا التربوية في هذا المجال بشكل خاص يتميز بشبه غياب تتفاوت درجاته بين نيابة تعليمية وأخرى وفي نفس الوقت بين مؤسسة واخرى وأخيرا بين مدرس وآخر،حيث لا يخفى على كل متتبع للشأن التربوي أن أقسامنا بالتعليم الإبتدائي تعاني من روتين وبرودة  مزمنين،ذلك أن المتعلم الصغير أو المتعاون الصغير  لا يعرف داخل الفصل سوى أخد الدروس وكأنه ما جاء الى المدرسة الا لحشو  عقله وذهنه بالمعلومات والمعارف فقط ، متناسين أنه بالإضافة الى هذه وتلك هو في حاجة الى أنشطة تربوية تعاونية تلعب  دورا تكميليا لما يتلقاه من دروس فضلا عن أنها تساهم في تثبيت التعلمات وتنمية مجموعة من الكفايات دون أن ننسى أنها داعمة للعلاقات الوجدانية بين المتعلمين داخل الفصول الدراسيةوأن غيابها يقلل من فرص نجاح تاسيس علاقات فصلية سليمة.لقد أصبح حال التعاون المدرسي يبعث على الحزن والأسى ،حيث نجد  التلميد مطالب في بداية كل موسم دراسي بأداء واجب الإنخراط المحدد في عشرة دراهم مقابل بطاقة هي فقط ما سيجنيه من هذالإنخراط و ماسيظل محتفظا به في ذاكرته وبذلك  تم اختزال عبارة تنمية التعاون المدرسي في بطاقة انخراط،هذه العبارة التي لايكاد يسمعها تلامذتنا الا مرة كل موسم دراسي في يوم يتيم اسمه اليوم الوطني للتعاون المدرسي الذي غدى اماعطلة مقنعة أوتمارس فيه أنشطة التعلم بشكل عادي ,ولازلت أتذكر سنوات الثمانينات حين كنا نعيش اليوم الوطني للتعاون المدرسي كتلاميذ صغار وكأننا في عرس من الأنشطة التربوية المتسلسلة.وفي ظل هذا الواقع نجد لسان حال تلامذتنا اليوم خصوصا في العالم القروي الذي يعتبر فيه التلميذ في أمس الحاجة الى أنشطة موازية على مدار السنة الدراسية,نجده يقول أين هو هذا التعاون المدرسي الذي يبعث الحيوية في الحياة المدرسية ويجعلها أكثر دفئا ،وأين هي أنشطته ،ومن المسؤول عن تفعيل هذه الأنشطة ونحن بدورنا نتسائل قائلين أين  نحن كمدرسين من توفيرحياة مدرسية جيدة للتلاميذ ومفعمة بالحيوية داخل الفصول الدراسية وخارجها, وأين هو الدور الحقيقي للسلطات التربوية بكافة مستوياتها في هذا المجال وأين هي جمعية تنمية التعاون المدرسي والتي كانت لها ولازالت على مر السنوات اسهامات وبصمات واصحة في هذا المجال من طرف مجموعة من أطرها الغيورين ولكن لابد لها من وقفة من أجل التأمل لرصد مختلف العوائق التي تحول دون تفعيل أنشطة تعاونية في فضاءاتنا المدرسية وداخل فصولنا الدراسية بشكل مستمر وليس مناسباتيا, وبالشكل الذي يجعلها جزء من الممارسة التعليمية اليومية , وهذا بالطبع لن يتحقق الا بتأطير رجال التعليم الإبتدائي في كل ما يتعلق بهذا المجال من خلال تكوين حقيقي ومستمر في الأنشطة التعاونية والتربوية وتوفير  الوسائل الضرورية ووضع برامج سنوية للأنشطة ومواكبة هذه البرامج بالتتبع والتشجيع . لكن بالرغم من هذه الصورة التي رسمتهاوالتي قد تبدو للبعض سوداوية فهناك نماذج مشرقة ومشرفة قد نجدها في الوسط القروي كما في الوسط الحضري لكنها تبقى استثناءا وسط قاعدة تقول أن أنشطة التعاون المدرسي  التي ينبغي أن يعيشها المتعلم عن قرب وبشكل يومي شعار ينتظر التفعيل الحقيقي والواسع النطاق.
ولكي يتم تجاوز هذا الوضع المتردي لحال التعاون المدرسي  سأسوق مجموعة من المقترحات على الشكل التالي:
1-تسطير برنامج سنوي على مستوى كل نيابة  يتضمن اصافة الى الأنشطة التقليدية المعتادة برامج ودورات تكونية لفائدة  الأطر التربوية , لتمكينها من آليات  تطبيق واستثمار مختلف الأنشطة التعاونية داخلفضاء المؤسسة .
2-من الضروري ان يتم تضمين برامج التكوين المستمر مجال العمل التعاوني تعريفا وتطبيقا لتتمكن الأطر التربوية من ادراك ذلك التكامل بين الأنشطة التعاونية والموازية والمناهج التعليمية والمحتوى المعرفي للدروس التي يتلقاها التلميذ وهذا التكامل لن يتضح الا من خلال التكوين النظري والتطبيقي. كما يجب أن يتم الإهتمام بالتكوين في هذا المجال انطلاقا من مراكز تكوين أساتذة التعليم الإبتدائي , حتى تتخرج الأطر التعليمية وهي متمكنة من تفعيل  وانجاز الأنشطة  التكميلية واستثمارها في الدروس اليومية داخل الفصول الدراسية.

3-تحفيز المبدعين والمتميزين في المجال التعاوني داخل الفصول الدراسية بتشجيعهم المتواصل من أجل حفزهم على العطاء أكثر ولنجعل منهم نمودجا يحتدي به زملائهم ,وهنا تجدر الإشارة الى أن للتحفيز والتشجيع أشكال عديدة  لايتسع المجال للتفصيل فيها .
4-تشكيل لجان اقليمية وجهوية تضم المبدعين وذوي الكفاءا ت في هذا المجال تسند اليها مهمة الإشراف على دورات تكوينية  وتغعيل برامج تنشيطية للحياة  المدرسية.
5-استثمار الحصص المخصصة للعمل حارج الفصل في ابتكار وتفغيل مجموعة من الأنشطة التعاونية  التي تسهم بشكل كبير في تنمية مجموعة من المهارات لدى المتعلمين كورشات المسرح المدرسي وحصص القراءة الحرة والتأليف القصصي وورشات التربية البيئيةوالتربية الصحية اغناء المجلة الحائطية للقسم ومختلف الأنشطة التي تساهم في تفتح المتعلمين وتدفعهم نحو التعلم الذاتي ومن تم تكوين ذواتهم بشكل متكامل.
وبالرغم من كل ماسبق  فتحقيق هذه الإقتراحات يبقى رهينا بعاملين أساسيين أولهما ارادة حقيقية في تجاوز هذا الوضع و توفير مقومات من أهمها القضاء على ظاهرة الإكتظاظ  سواء في الوسط الحضري أو القروي والتي أصبحت تستفحل سنة بعد أخرى ولاننسى معضلة الأقسام المشتركة , فكلتا الظاهرتين لا تتركان أي مجال أمام الأستاذ للإبداع والإبتكار.
لعل الموضوع متشعب وما تناولته لايعدو أن يكون أفكارا وآراءا من وحي التجربة الميدانية في هذا المجال  داخل الفصول الدراسية لسنوات وخارجها,وهدفي من خلال اثارة الموصوع هو حث كل الفاعلين التربويين على الإهتمام بهذا الجانب لما له من أهمية في تحقيق مدرسة النجاح التي نسعى جميعا لتشييدها .
عن موقع تربويات
http://www.tarbawiyat.net/