تابعونا على الفيسبوك يصلكم كل جديد

احصل يوميا على تحديتاث المدونة

الخميس، ديسمبر 09، 2010

ضعف استعمال اللغة العربية أهم التجليات وسبل العلاج



بقلم ذ:جمال موحد


يعتبر الضعف اللغوي عموما ضعفا في استعمال لغة ما إن على المستوى الشفهي أو الكتابي , وعندما يتعلق الأمر باللغة العربية الفصحى , فعدم التمكن من التواصل بهاوالتعبير بها وبشكل سليم يعتبر ضعفا , وارتكاب أخطاء نحوية على المستوى الشفهي يعتبر ضعفا والسقوط في أخطاء املائية على مستوى التعبير الكتابي يعتبر كذلك ضعفا. تأسيسا على هذه الأرضية ماهي أهم تجليات ضعف استعمال اللغة العربية من طرف الناطقين بها عموما في الوطن العربي ومن تم ما الأسباب التي تقف وراء هذا الضعف اللغوي الذي تعاني منه لغتنا؟ واخيرا كيف يمكننا تجاوز هذا الوضع الذي تعيشه لغة الضاد نطقا وكتابة.
أهم تجليات هذا الضعف اللغوي:
1-على مستوى التعليم:يتضح تدني مستوى اللغة العربية داخل المؤسسات التعليمية من حيث عدم استعمالها بالشكل المطلوب والكافي, و في عدم توظيفها كلغة للتواصل داخل حجرات الدرس سواء في مادة اللغة العربية أو في المواد المدرسة بها , حيث يلجأ في كثير من الأحيان الى المزاوجة بينها وبين اللغات العامية والمحلية وكثيرا ما تميل الكفة الى استعمال هذه الأخيرة على حساب لغة الضاد الشيء الذي تغيب معه فرص تمكن المتعلمين من استعمالها ومن تم اكتساب آلياتها والنتيجة أنه صار من الصعب على المتعلمين التعبير عن آرائهم تحدثا وكتابة.
2-على المستوى الثقافي عموما : حيث نلحظ ذلك التدني  في استعمال اللغة العربية الفصحى والذي قد يصل الى درجة الغياب الذي تتفاوت درجاته وذلك أثناء التواصل في الإجتماعات والدوارات التكوينية والندوات والمسابقات ومختلف التظاهرات  الثقافية .
3-على مستوى وسائل الإعلام:
تعتبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع مصدرا مهما من مصادر تلقي واكتساب اللغة عموما , وبالتالي فأي ترهل في استعمال هذه الوسائل للغة العربية الفصحى سينعكس سلبا على المتلقي العربي عموما .واذا ما تمعنا في واقع وسائل اعلامنا العربي نجد تفاوتا واضحا في درجات استعمال لغة الضاد بشكل سليم , ومايؤسف له في هذا الجانب هو تلك المزاوجة بين لغة القرآن الكريم واللغات المحلية في كثير من البرامج الثقافية خصوصا الموجهة للأطفال والأسرة بدعوى الكثير من المبررات من أهمها أن عامة الجمهور العربي  لايتفاعل مع الخطاب الإعلامي المرئي والمسموع الا اذا كان باللغات المحلية والعامية, وهذه لعمري مغالطة كبيرة اذ أن مسألة اللغة هي مسألة تعود فكلما عودنا السامع على سماع العربية الفصحى كلما كان ذلك سبيلا الى استئناسه بها خصوصا عندما تكون مدعومة بالصورة ,وهذا ينطبق على عوام الناس ومتعلميهم في نفس الوقت.كما أنه لم يعد خاف على أحد أن عالم الإ نترنيت اليوم أصبح بوابة مفتوحة أمام الكبار والصغار وفضاء للتواصل والحوار والنقاش فضلا عن أهميته في البحث العلمي والمعرفي والتثقيف الذاتي , لكن الافت للنظرفي هذا الباب هو ذلك التردي في استعمال لغة الضاد ان لم نقل الغياب خصوصا في المنتديات العربية التي عوض أن تكون وسيلة من وسائل اكساب ودعم هذه اللغة ومن تم اتقانها خصوصا على مستوى التواصل الكتابي فهي تشكل بصورتها وآدائها الحاليين معول هدم لها من خلال عدم توظيفها أو المزاوجة بينها وبين اللغات العامية .من خلال كل ماسبق من تمظهرات لحال استعمال اللغة العربية الفصحى ,والتي اقتصرنا على أهمها نقول بأن عدم استعمالها كلغة شرح وتواصل داخل الفصل الدراسي وفي فضاء المؤسسة التعلمية ككل يجعل المتعلم العربي عموما لايحس بأنه داخل فضاء يختلف عن الفضاءات الأخرى كالشارع والبيت حيث اللغة العامية هي سيدة الموقف ومن بين النتائج ما نلحظه من عدم فهمه لماهو مقروء ومن تم صعوبة استيعابه له,كما أن استعمال اللغة الدارجة أوالمحلية التي هي خليط بين العربية والفرنسية و الإنجليزية والإسبانية وذلك حسب خصوصيات كل قطر عربي لن يساعد المتعلمين على اكتساب الفصحى بشكل سليم , فكيف نريد اكسابهم لغة لايتواصلون بها على الأقل أثناء تواجدهم داخل الفصل الدراسي.
نشير في هذا الصدد أيضا بأن عدم تبني التواصل اللغوي  بالفصحى بشكل يليق بها أثناء نقاشاتنا التربوية والثقافية عموما و في معظم الملتقيات والفضاءات الثقافية لن يزيدنا الا بعدا عنها ولن يمكننا من اتقانها.
واذا ما أردنا ان نتجاوز هذا الوضع غير المشرف الذي تعيشه لغتنا في أوطانها نسوق بعض التدابير والإقتراحات كالتالي:
1-الإبتعاد ما أمكن عن استعمال اللغات الدارجة داخل فضاءات الدراسة عموما (مؤسسات تعليمية-جامعات-معاهد)وتوظيف اللغة العربية الفصحى في جميع المواد التي لها علاقة بها.
2-اعطاء المتعلمين والطلبة فرصا أكبر للتعبير عن ذواتهم وعن أفكارهم  بلغة الضاد ومساعدتهم على ذلك.
3-أن تركز وسائل الإعلام من اذاعات وفضائيات عربية على الإستعمال السليم للغة العربية في جميع برامجها دون استثناء , كما يجب عليها تبني برامج تتوخى التعريف بهذه اللغة وتهدف الى تحبيب المشاهد العربي فيها من خلال التعرف على قواعدها وفنونها .
4-أن تعتني وسائل الإعلام خصوصا المرئية منها بالبرامج الموجهة للأطفال من خلال استغلالها كوسيلة لإكساب الطفل العربي مهارة الإستعمال السليم للغة , خصوصا أفلام الكارتون التي تحظى باهتمام كبير من طرف الطفل العربي وبالتالي يمكن استغلالها في الجانب اللغوي.
5-أن يستثمر رواد المنتديات العربية الهادفة على الشبكة العنكبوتية هذه الفضاءات الإلكترونية في اكتساب لغة الضاد من خلال توظيفها بشكل جيد.
 خلاصات
-الضعف اللغوي يولد حتما ضعفا فكريا لأن اللغة مرتبطة ارنباطا وثيقا بالفكر والثقافة ذلك أنها ليست مجرد وسيلة للتخاطب فقط ولكنها الى جانب هذا هي فكر وثقافة وعواطف و ومشاعر وتراث وتاريخ.
-مما يجعل اللغة غير قادرة على تحقيق التفاهم بين المتعاملين بها ويعطل وظيفتها الحقيقية في توحيد مفهومات الكلام ورموزه ومدلولاته ,مما يجعلها غير قادرة على كل ذلك هو ضعفها العام, وهذا التوصيف قد ينطبق على لغتنا العربية اليوم.
-لايختلف اثنان على أن وسائل الإعلام المسموعة والمرئية قد انتشرت مقتحمة كل بيت عربي سواء كان في البادية أو المدينة وهنا تكمن خطورتها اللغوية فقد تكون وسيلة افساد للغة خصوصا على مستوى النطق كما قد تشكل مصدرا حقيقيا لاكتساب هذه اللغة. 
في الأخير يجب أن نؤكد على أن اشكالية اللغة هي اشكالية تواصل , فكلما تواصلنا بلغتنا أكثر ووظفناها في مختلف مؤسساتنا ومحافلنا الا وكان ذلك عاملا من عوامل اكتسابها واكسابها للأجيال المقبلة.
عن تربويات
http://www.tarbawiyat.net/